الحكومة الصينية تمنع عوائل المتضررين من فيروس كورونا من لقاء خبراء منظمة الصحة العالمية في ووهان

أسر المتوفين بفيروس كورونا في ووهان تقول بأن السلطات الصينية تحاول إسكاتهم بينما يبحث فريق من المحققين عن مصدر فيروس كورونا.

حصل فريق العلماء الذي تقوده منظمة الصحة العالمية أخيرًا على الضوء الأخضر للمضي في تحقيقاتهم التي طال انتظارها يوم الخميس على الرغم من رفض الحكومة الصينية توجيه اللوم إليها في نشر الوباء.

سيطرت الصين بصرامة واضحة, على من , متى وماذا يسمح للمحققين بالوصول إليه في مدينة ووهان, خلال زيارتهم, بما في ذلك عائلات ما يقرب من ٤,٠٠٠ ضحية للفيروس في المدينة.

يقول أقارب الضحايا

” إن الحزب الشيوعي الصيني قد حذف مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم التي استخدموها للتحدث مع بعضهم البعض ويتعرضون لضغوط للحفاظ على الهدوء أثناء وجود فريق منظمة الصحة العالمية في المدينة “

تم إنشاء المجموعة, على تطبيق المراسلة الصيني الشهير ( WeChat ), من قبل العائلات التي تجمعت معًا عبر الإنترنت في سعي مشترك لمسألة مسؤولي الحزب الشيوعي في مدينة ووهان, الذين يلومونهم على سوء التعامل مع تفشي المرض الذي ضرب المدينة قبل عام.

قالوا

” إن هذه الجهود, تم أحبطاها, من خلال عرقلة رسمية ومراقبة مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي والترهيب “

وتقول العائلات

” إنها تلقت تعليمات بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية, وتعرض البعض للتهديد بفصلهم من الوظائف, لأفراد آخرين من الأسرة “

ومع ذلك, تصاعد الضغط في الأيام القليلة الماضية, من قبل الحكومة الصينية, على ما يبدو لإسكات أي انتقادات وتجنب الإحراج أثناء تحقيق منظمة الصحة العالمية شديد الحساسية.

العائلات تعتقد أن بكين “متوترة”

قال زانغ هيي, عضو في المجموعة والمنتقد الصريح للتعامل مع تفشي المرض

“ إن مجموعة WeChat, التي استخدمها ٨٠ إلى ١٠٠ من أفراد الأسرة خلال العام الماضي, تم حذفها فجأة دون تفسير قبل حوالي ١٠ أيام “

وهذا يظهر أن [السلطات الصينية] متوترة للغاية.

قال زانغ, عمره ٥١ سنة, الذي توفي والده في وقت مبكر من تفشي فيروس كورونا, كان المرض غير معروف بهذا الأسم في وقتها

” إنهم يخشون أن تتصل هذه العائلات بخبراء منظمة الصحة العالمية “.

” عندما وصلت منظمة الصحة العالمية إلى ووهان ، قامت [السلطات] بحذف [المجموعة], ونتيجة لذلك فقدنا الاتصال بالعديد من الأعضاء “.

وقال لوكالة أسوشيتيد برس

” إنه يأمل ألا يصبح المحققون أداة لنشر الأكاذيب “.

” لقد كان هذا عملاً إجرامياً, ولا أريد أن تأتي منظمة الصحة العالمية إلى الصين للتغطية على هذه الجرائم “

وأكد الأقارب الآخرون حذف المجموعة.

تقوم المنصات ألالكترونية على ألانترنت بشكل روتيني بمراقبة المحتوى الذي تعتبره الحكومة مرفوضًا.

يتهم الأقارب حكومتي محافظة هوبي ومدينة ووهان, مركز المحافظة, بالسماح لـ فيروس كورونا بالخروج عن نطاق السيطرة من خلال محاولة إخفاء تفشي المرض, عندما ظهر لأول مرة في المدينة في كانون أول / ديسمبر ٢٠١٩, ثم فشلوا في تنبيه المواطنين.

يعتقد العديد من الأقارب

” أن عدد الوفيات في محافظة هوبي, قد تم تقديره بشكل خاطئ و بشكل فادح “

قائلين

” إن ندرة الاختبارات ( أختبار فيروس كورونا ) في الأيام الأولى الفوضوية لتفشي المرض تعني وفاة العديد على الأرجح دون التأكد من إصابتهم بالمرض “

قالت إحدى أفراد عائلة أحد الضحايا, وهي متقاعدة تقول

” إن ابنتها البالغة توفيت بسبب الفيروس في كانون الثاني / يناير من العام الماضي, تقول بأن السلطات أستدعتها الأسبوع الماضي وحذرتها من التحدث إلى وسائل الإعلام أو استخدامها من قبل الآخرين “

وجاءت السلطات إلى باب منزلها يوم الثلاثاء وأعادت نفس النغمة القديمة وأعطتها ٥,٠٠٠ يوان, مبلغ تعزية , كما قالت, طلبت عدم الكشف عن هويتها.

ودعا زانغ خبراء منظمة الصحة العالمية للقاءهم ” بشجاعة ” مع بقية الأقارب,

قائلا

” إن المحققين من المحتمل أن يتم تضليلهم أو عرقلة عملهم من قبل السلطات الصينية “

و زار فريق من منظمة الصحة العالمية, يوم الجمعة, المستشفى, حيث تقول الصين إن أول مرضى فيروس كورونا, تمت معالجته فيه, منذ أكثر من عام.

عقد أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية والمسؤولون الصينيون في وقت سابق اجتماعاتهم الشخصية الأولى في فندق, قبل الزيارات الميدانية في مدينة ووهان المركزية وحولها في الأيام المقبلة.

” أول لقاء وجها لوجه مع زملائنا, أو أكثر دقة, كمامة لكمامة, نظرًا للقيود الطبية في الصين “

وعقد الباحثون ( المحققون ) الزائرون اجتماعات بالفيديو عبر ألانترنت خلال ١٤ يومًا من الحجر الصحي بعد وصولهم إلى الصين, خرجوا من الحجر الصحي يوم الخميس.

غادر أعضاء الفريق, الفندق بالسيارة, وبعد فترة قصيرة دخلوا بوابات مستشفى محافظة هوبى للطب الصيني والغربي المتكامل.

وفقًا للرواية الرسمية الصينية عن استجابتها الأولية, أبلغ الدكتور زانغ جي شيان أولاً عن حالات لما كان يُعرف آنذاك باسم ” الالتهاب الرئوي مجهول المنشأ ” في المستشفى في ٢٧ كانون أول / ديسمبر ٢٠١٩.

قالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق

إن الفريق طلب ” بيانات أساسية مُفصلة ” و خَطط للتحدث مع المستجيبين الأوائل وبعض مرضى فيروس كورونا الأوائل.

كما خَطط لزيارة أسواق, مثل سوق هوانان للمأكولات البحرية المرتبط بالعديد من الحالات الأولى للفيروس, ومعهد ووهان لعلم الفيروسات, والمختبرات في منشأت, مثل مركز ووهان للسيطرة على الأمراض.

وكتبت منظمة الصحة العالمية

” جميع الفرضيات مطروحة للنظر فيها, بينما يتابع الفريق عملهم لفهم أصول فيروس كورونا “.

من المحتمل أن يستغرق الكشف عن منشأ الفيروس سنوات عديدة.

يتطلب تحديد المصدر الحيواني لتفشي المرض عادةً إجراء بحث شامل يشمل أخذ عينات من الحيوانات والتحليل الجيني والدراسات الوبائية.

أحد الاحتمالات

هو أن صيادًا ربما يكون قد نقل الفيروس إلى التجار الذين حملوه إلى ووهان.

روجت الحكومة الصينية لنظريات, مع إنعدام الأدلة

” بأن تفشي المرض ربما بدأ بواردات من المأكولات البحرية المُجمدة الملوثة بالفيروس, وهي فكرة رفضها العلماء والوكالات الدولية بشدة “

من المحتمل أن يركز المحققون على معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان, وهو أحد أكبر مختبرات أبحاث الفيروسات في الصين, أنشأ أرشيفًا للمعلومات الجينية حول فيروسات الخفافيش التاجية بعد إنتشار وباء السارس عام ٢٠٠٢-٢٠٠٣, في الصين.

تم اكتشاف المجموعات الأولى من فيروس كورونا في مدينة ووهان في أواخر عام ٢٠١٩, وقد أبلغت الصين منذ ذلك الحين عن أكثر من ٨٩,٠٠٠ حالة إصابة و ٤,٦٠٠ حالة وفاة, مع تركز الحالات الجديدة إلى حد كبير في الشمال الشرقي, حيث تم فرض عمليات الإغلاق المحلية والقيود على السفر لاحتواء تفشي المرض على عشرات الملايين من السكان.

المحافظات التي أنتشرت فيها أصابات فيروس كورونا الآخيرة, جيلن, هيبي, هيلونغ جيانغ

سيبدأ العلماء في إجراء مقابلات مع أشخاص من معاهد البحوث والمستشفيات وسوق المأكولات البحرية المرتبط بالتفشي الأولي.

سيعتمد بحثهم على ( الأدلة المقدمة من المسؤولين الصينيين ).

يأمل بعض أقارب ضحايا فيروس كورونا في الصين في مقابلة المحققين.

وقال زانغ هيي, وهو مواطن من ووهان توفي والده في شباط / فبراير ٢٠٢٠, لبي بي سي, إنه يأمل في التحدث إلى فريق منظمة الصحة العالمية “ للمساعدة في تحقيقهم “.

وصلت المجموعة المكونة من ١٣ خبيراً إلى مدينة ووهان في ١٤ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١.

وقالت ثيا فيشر, العضو الدنماركي في فريق التحقيق, لوكالة رويترز للأنباء

” إن الخروج من المنزل بعد الحجر الصحي يبدو كما لو كان المرء قد هبط بعد رحلة القمر “.

” عشت بالقرب من اثنين في الفريق, في الفندق, لذلك كنت آمل أنه في كل مرة يطرق فيها الباب, يخرج الآخران أيضًا ويتم قياس درجة حرارتهما, لذلك يمكنك على الأقل تبادل بضع كلمات معهم “

وقالت منظمة الصحة العالمية إن محققيها مُنعوا من دخول الصين بعد إعادة أحد أعضاء الفريق, وقالت بكين في وقت لاحق إنه كان سوء فهم.

يوم الأربعاء, أثارت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي مخاوف بشأن ” معلومات مُضللة ” من ” بعض المصادر في الصين ” وقالت إنه “من الضروري أن نصل إلى الحقيقة “, من أين نشأ الفيروس وكيف تمكن من الانتشار في جميع أنحاء العالم.

أثارت تصريحاتها الغضب في الصين مع المتحدث باسم وزارة الخارجية زاو لي جيان, الذي دعا الولايات المتحدة إلى ” إحترام الحقائق والعلم, واحترام العمل الجاد ” لخبراء منظمة الصحة العالمية.

في مقابلة سابقة مع بي بي سي, قال البروفيسور ديل فيشر, رئيس وحدة التفشي والاستجابة العالمية في منظمة الصحة العالمية

” إنه يأمل أن يعتبر العالم التحقيق في ووهان زيارة علمية “

وقال

” الأمر لا يتعلق بالسياسة أو اللوم بل الوصول إلى جوهر سؤال علمي“.

وأضاف البروفيسور فيشر

” أن معظم العلماء يعتقدون أن الفيروس قد حدث بشكل طبيعي “.

يعتقد أن الفيروس نشأ في سوق في مدينة ووهان, قيل أن هذا هو المكان الذي قفز فيه الفيروس من الحيوانات إلى البشر.

ألبحث عن إجابات

في غضون ذلك, بعد عام على بدء تفشي المرض في ووهان, لا تزال العديد من أسر ضحايا فيروس كورونا تبحث عن إجابات.

قال السيد زانغ

” أعتقد أنه من الضروري أن يقابلني الخبراء ومع أشخاص آخرين فقدوا أفراد عائلاتهم بسبب الفيروس, وأن يسمعوا عن تجاربنا “

” من خلال التستر على هذه الحقيقة في ذلك الوقت, فقدت العديد من الأرواح, لذلك ارتكبت حكومة ووهان عن عمد جريمة قتل, يجب أن يتم محاسبتهم على ذلك “

” لن أستسلم حتى أحصل على اعتذار رسمي من السلطات المحلية عما حدث لوالدي “.

اتُهم مسؤولو الحكومة المحلية في ووهان ومحافظة هوبي, بالتقليل من أهمية الفيروس في الأيام الأولى للوباء, وتم فصل العديد منهم العام الماضي.